القصة السلسة

أنا وزوجتي تفيدة (6)

This entry is part [part not set] of 34 in the series أنا وزوجتي تفيدة

القطة رحاب
وجدت زوجتي على سلم بيتنا قطة صغيرة تموء بحزن، تبدو هزيلة جائعة، وانفجر بحر الحنان والإنسانية وسالت دموع تفيدتي الغالية وهي تحتضن القطة الصغيرة وتقبلها في رأسها، وقررت ولا رجعة في قرارها بالطبع.
ومن فوري أطعت أوامرها ونزلت عند فتحي البقال وأحضرت لها عبوة لبن طازجة، وسبحان الله أخرجت تفيدة من نيشها طبقا من الأركوبال الفاخر، لم تقدم لي تفيدة يوما طعاما في تلك الأطباق التي تحرص عليها حرصها على الحياة، وطبعا أصاب الخرس لساني، لما ذكرتها بذلك فصرخت في متهمة إياي بأني معدوم الإنسانية ذو قلب خال من الرحمة،أصبح طعام رحاب… نسيت أن أخبركم أنها أطلقت على قطتها ذلك الأسم…من أوليات تفيدة قبل طعامي وطعام الأولاد وحتى قبل طعامها هي شخصيا، استحوزت ريري …دلع رحاب يا جماعة …لا تتعجبوا …على كل اهتمامات تفيدة، صار الاقتراب من رحاب أو توبيخها أو طردها من أي مكان يسنح لها الجلوس فيه من الخطايا التي تسومنا عليها تفيدة سوء العذاب من توبيخ وتهزيق….لا يا جماعة صدقوني لم يصل الأمر إلى الضرب…هل أنا بهذا الضعف حتى أسمح لها أن تضربني، أنا اتحمل الإهانة اللفظية من أجل أن تسير الحياة أما الضرب فلا أسمح به أبدا، أشعر أنكم لا تصدقوني…أنتم بالفعل لا تصدقوني…ٱه يبدو أن أحدكم قد رأها وهي تلطمني وتلكزني في كتفي مرة أو مرتين وأشاع الأمر بينكم، كم أنتم خبثاء ملاعين!! دلع يا جماعة مجرد دلع… تفيدتي حبيبتي تتدلع علي، أما الضرب فلا أسمح به أبدا فمهما كان أنا رجل البيت وسيده.
المهم أن الملعونة رحاب مزقت ثيابي وجواربي وملايات سريري، وتبرزت وتبولت أسفل مكتبي وفوق أوراقي، وأنا لا أجرؤ على مجرد الاعتراض فقط أرفع يدي إلى السماء وفي سري طبعا أدعو عليها وعلى تفيدة وكبرت ريري وسمنت وصارت مع تفيدة سيدتي داري العامر والمتحكمتان فيه، وأنا مستلم تماما لواقعي المرير، حتى كان يوم كنت عائدا فيه من عملي وسمعت تفيدة تصرخ وتصوت، ظننت لأول وهلة أن أحد الأولاد قد تعرض لرحاب وأن تفيدة تعاقبه بطريقتها المعتادة، حتى عرفت الحقيقة التي أثلجت صدري، يبدو أن ريري كانت تغادر شقتنا ونحن لا ندري وأنها تعرفت على قط شقي وأنها قد وضعت قططا صغاراً.
كان الأمر سيبدو مأساة بالنسبة لي فبدلا من رحاب واحدة كان سيبقى في بيتي أكثر من ست رحابات لولا أن الغبية لم تجد مكانا تلد فيه من حسن حظي سوى دولاب ملابس تفيدة وفوق ملابسها بالذات، فكان صياح تفيدة وصراخها عقابا لرحاب نفسها وأقسمت تفيدة ألا تبيت ريري ولا صغارها ليلة واحدة في بيتنا.

تصفح السلسلة
السابق
مسقط رأس
التالي
الكباب

اترك تعليقاً