لايدري لماذا تحسس وجهه فجأة وتذكر الصفعة القديمة. مر وقت طويل عليها، فلماذا عادت ذكراها الآن. يجلس الآن وحيدًا في شقته بعد إنفصاله عن زوجته. يجلس وحيدًا بعد أن طُرد من عمله. لم يرى الشارع منذ ما يقارب الشهر. اعتاد أن يجلس أمام التلفاز طوال النهار إلى أن يأتي موعد النوم.
كان يشاهد فيلمًا قديمًا طريفًا:أحد الصياديين يصيح بوجه زوجته دائما ثم يعود فينصاع لها. هنا لاحت سوسن في الأفق. كانت زوجته الهادئة المطيعة. زوجته التي لم يكن لها رأيًا ولم يسمع صوتها يعلو ذات يوم. زوجته التي تبدلت حينما رأت حاله يتبدل ويصيبه الخنوع. سقط من نظرها حينما أصبح جبانًا لا يبحث عن حقه. أخذ إخوته ميراثه ولم يتكلم. ضيقوا عليه في عمله ولم يشكو. وصل به الأمر أن الناس يهينونه في الشارع ويتركهم ويرحل. نشبت بينهم مشادة لم يكن يجيبها. أخبرته أنها ملت تلك الحياة وأنها لم تعد تراه رجلًا قادرًا على حمايتها، صرخ بوجهها. دهشت لأنه لا زال قادرًا على الغضب والصراخ. أخبرته أنه يداري ضعفه في الصراخ بوجهها. لطمها على وجهها، لم تشعر بنفسها إلا وهي ترد له الصفعة. ارتمى على الأريكة وظل يبكي. لملمت أشيائها وذهبت.
