القصة السلسة

العيد العاشر عشر

عجز عن مقابلتها أمام الجميع و في وضح النهار ، كما هو سائد في المجتمعات الأخرى،
وذلك لان عادات الناس وتقاليدها في هذه المدينة تختلف أو تدعى الاختلاف وبالتالي لا تسمح بملاقاة الفتى لفتاته التى اختارها فأحبها ، حتى ولو كان صادقاً وأمينا معها.
تحايل على الكل وقرر ملاقاتها بعد صلاة الفجر فنجح في ذلك…
أحد أبناء الحارة شك في الأمر ففلان لا يتخذ من بيته طريقاً للعودة بعد أدائه لصلاة الفجر فهو يسلك دروبا أخرى عبر الزقاق الخلفي الواقع خلف المسجد القديم .
يقرر تتبعه.. وعند منتصف الطريق بجده يهم بمقابلة إحدى أجمل فتيات المدينة.
انتابه الغضب الشديد فتولد عنه حقدا وحسدا كبيرين ..وقرر تدبير له مكيدة عظيمة…فهذه الفتاة رفضت جميع من تقدم لها من الفتيان البارزين وعجزوا عن الظفر بقلبها وحبها وكسب ودها.
اجتمع مع من هو على شاكلته وتناقش معهم في الأمر فقرروا التعرض له وضربه.
..احضروا بعض الأدوات الحادة وبعض المطارق والمواسير وانقضوا عليه فجأة ولكنه وبقدرة قادر تفطن لهجومهم المفاجئ فأمتص الألم وقاومهم وأنتصر فانتفضوا من حوله ولاذوا هاربين مثخنين بالجراح والدماء تتسرب من أجسادهم.
ازداد حقدهم وقرروا الأخذ بالثأر من( فلان),فاستقدموا له بعض محترفي الإجرام من المناطق المجاورة فأنتصر عليهم أيضاً وأصبح ثأرهم متضاعف هذه المرة.
تسأل( فلان ) في قراره نفسه:

لماذا دبر هؤلاء الفتية هذا الأمر لي؟

لم يهتدي للإجابة المقنعة حينها.

..قرروا الفتية أن يخبروا صديقهم (علان) ذلك الشاب الذي يعمل في البوليس السياسي عن تصرفات(فلان) وكيفيه التخلص منه.
..عرضوا الأمر عليه فأخبرهم صديقهم انه من الصعب الزج بهذا الفتى في غياهب السجون لسبب تافه وبسيط.
فتدخل احد الفتية بالحديث مسرعاً انه يكتب عمودا في إحدى الصحف وهو دائما يدعى النزاهة.
أيكفى هذا السبب للقبض عليه.
رد (علان) يكفى جدا..وأردف قائلاً: سأقبض عليه وأريحكم منه.
ذات ليلة وبينما (فلان) منهمك في كتابة احد مقالاته..طُرق الباب بشدة
خرج مسرعا من غرفته سريعا حتى يرى من الطارق.
.. فأذابه أمام إحدى مركبات البوليس السياسي منتظرة خروجه

سأله احدهم:

هل أنت فلان ابن فلان

فرد( فلان ):

اجل

صاح في وجهه اركب اركب باجرذ
صعد( فلان) إلى المركبة بامتعاض.
وفي الطريق استقبل (فلان) كل أنواع الكدمات والألفاظ الخادشة للأخلاق.
وعند وصولهم إلى تلك النقطة الأمنية حققوا معه ،فلم يفهموا عمق كلمته ومفرداته التى تفوه بها، فرموا به في إحدى الغرف المعتمة في متشفى المجانين والتي لم يخرج منها إلا في صبيحة العيد العاشر عشر.

السابق
عصيان
التالي
أحــلام

اترك تعليقاً