القصة القصيرة جدا

سرعة زائدة

كان يبحث في كلِّ النساء عن امرأة واحدة, يحفظ ملامح وجهها الذي تسلل إلى أحلامه مرغمأً !!، ظلَّ يبحث عنها في كلِّ الصور وفي كلِّ الحكايا, سافر بين الحقيقة والخيال في وجوه القادمين والمغادرين في محطات الحياة والدروب التي لا تنتهي !!، بحث عنها في المقاهي, في الجبال, في البحار, في جيوب الآخرين وفي خزائن ذكرياتهم المغلقة !!، لم يجدها رغم تعب الجنون وسخرية المسافة والدهشة الجارحة !!، هي مَنْ جاءت إليه وحدها, أخبرته عن أحلامها به, وأنها تبحث عنه منذ الأزل !!، أخبرته أنها كانت تجري وراءه كلّ يوم وفي كلّ مكان, وأنه أطفأ نيران الجنون في قلبها, وأنها ركضت خلفه حتى ذابت شموع صبرها, وأنها نادت عليه حتى رفضت فراشات الصدى إعادة كلماتها !!، – ( لو نظرت خلفك مرة واحدة لرأيتني, لو توقفت قليلاً لسمعتني !! ). بكى كثيراً من شدة الفرح وهو يحضن أطياف الحقيقة الغائبة, ولكنْ .. طائر الحياة ألغى رحلته القادمة !!
إنهاء الدردشة

السابق
سبيلٌ
التالي
شمـوع

تعليق واحد

أضف تعليقا ←

  1. نعم هو عصر الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي أخبرت عنها آخر دراسة بأنها مفيدة للسمنة لكثرة ما يدمن عليها الانسان، قضى المسكين كل وقته وهو يبحث في العالم الافتراضي عن فتاته، بينما كانت قريبة منه جدا في عالم الواقع، حسرة على ما اضاع من وقت، وما كتب من هلوسات وأكاذيب، النص يدعو الى الالتفات الى الوراء قبل أن يحضر طائر الحياة.
    كهذا قرأتها.

اترك تعليقاً