القصة القصيرة جدا

سكينة

كان بارعًا في فنِّ الجدالِ، لسانُه كالسيفِ قاطعًا وحججُه كالجدارِ متانةً، مُتفرِّدًا في النقاشِ. يستلذُّ بانتزاعِ اعترافِ الخصومِ بالهزيمةِ، معتبرًا ذلك ذروةَ انتصارهِ.
لكن مع تقادُمِ العمرِ وارتسامِ تجاعيدِ الحكمةِ على وجهِهِ، خَبَتْ حدَّةُ الجدالِ في عينيهِ تدريجيًّا. وذاتَ يومٍ، في أوجِ معركةٍ كلاميةٍ، صَمَتَ فجأةً، بينما ينتظرُ الجميعُ حجَّتَه القاضيةَ التي ستُسْكِتُ الخصومَ. لكنَّه ابتسمَ ابتسامةً باهتةً وهمسَ بهدوءٍ: أدركتُ فجأةً أنَّ سلامَ القلبِ أغلى من كلِّ هذا العناءِ.

السابق
أحتجاج
التالي
خروج

اترك تعليقاً