قصة الطفل

وشوشة

رسمتها شجرة كبيرة كبيرة.. تلامس فروعها السماء، وتسكنها العصافير.. عصافير كثيرة، فكتبت هي أسمها في الأسفل وقالت وقد تلألأت ملامحها البريئة:
– هل أنا شجرة يا بابا ؟!
أخذتها في حضني وقلت:
كانت هناك شجرة جميلة على طريق بين بلدين، يستريح الناس في ظلها قليلا ثم يتابعون مسيرهم.. وفي مرة جلست تحتها بنت صغيرة، ونامت، وما أن استيقظت رأت الليل حولها فبكت.. استغربت الشجرة لأنها أول مرة ترى أحدا يبكي، فسألتها:
– لماذا تبكين ؟!
– لأني خائفة.
– ومن أي شيء تخافين ؟!
– من الظلام.
فقالت الشجرة:
– وهل الظلام يخيف ؟!!
– نعم.. ولكن ماما لا تخافه وهي تأخذني في حضنها.
و واصلت:
– هل تأتين معي إلى المنزل كي لا أخاف ؟
وافقت الشجرة، وحاولت أن تتحرك، ففزعت العصافير وقالت:
– لماذا أفزعتينا يا شجرة ؟!
قالت:
– كنت أود أن أصحب الصغيرة لأنها تخاف الظلام.
تساءلت العصافير:
– وهل الظلام مخيف ؟!!
قالت الشجرة:
– هكذا تقول الصغيرة !!
قالت العصافير:
– هذا غريبا جدا.. على العموم سنقوم نحن بمصاحبتها…
– عارف يا بابا..
ومدت أناملها الرقيقة تلمس وجهي،
– سمعت البرتقال في الثلاجة يهمس لبعضه.. انتظر( قامت ) سأحضر واحدة لنحكي لك ما جرى بينهم سويا.!

السابق
هلوسة
التالي
الغــول

اترك تعليقاً