القصة السلسة

أنا وزوجتي تفيدة (19)

This entry is part [part not set] of 34 in the series أنا وزوجتي تفيدة

تفيدة والثعبان
هداني عذابي في حياتي مع تفيدة، أن أفكر في قتلها، نعم لا تتعجبوا، فقد أذاقتني اللعينة مر الحياة، ولكن كيف أقتلها دون أن اتعرض للمساءلة القانونية، ظللت أياما أفكر في وسيلة تخلصني منها دون أن تنال مني الشبهات، وأخيرا وجدتها، أحد أصدقائي دلني على أحد صائدي الثعابين، بعد أن أوهمته أن في شقتي ثعبان أريد التخلص منه، وذهبت وحدي إلى الرجل، واشتريت منه ثعبانا صغيرا، أخبرني أنه أكثر ثعابين الأرض شراسة وسمية، دفعت له مبلغا كبيرا، يبدو أنه فهم أنني أريد استخدامه في جريمة، فبالغ في ثمنه، استطعت أن أدسه في غرفة نومنا أنا وتفيدة، بالطبع لن أبيت معها فيها حتى يتم الأمر، و هي لن تستغرب نومي في الصالة، اعتادت أن تطردني منها كثيرا كنوع من العقاب، كما اعتادت أنني اهرب كثيرا من المبيت معها حتى لا تفضحني أحلامي بلمياء، نمت على الكنبة في الصالة حالما أن هذه هي ليلة تفيدة الأخيرة، استيقظت في الصباح، لم يحدث شئ، أو أنني لم اكتشف حدوث شئ بعد، خفت أن أدخل الغرفة، ملابس الخروج ملقاة على كرسي الأنتريه، ارتديتها على عجل، وتسللت خارجا إلى عملي تاركا لغيري اكتشاف الجريمة.
قضيت ساعات عملي قلقا متوترا، عدت إلى البيت، لا شئ، لا صراخ لا عويل لا لمة، فقط الضجيج العادي وشقاوة الأولاد، لكن ما هذه الرائحة الجميلة؟ رائحة شواء جعلت ريقي يجري، منذ زمن لم تصنع لي تفيدة لحما مشويا، ما زلت خائفا من دخول الغرفة، خلعت ثيابي في الصالة، بكل رقة وحنان سألتني تفيدة:
…أغرفلك تتغدى يا حبيبي
أومأت لها برأسي وانا متعجب من رقتها، بما يعني موافقتي
جلست على السفرة وتناولت بتلذذ ذلك الشواء الشهي، انتهيت بسرعة كعادتي، وجلست أشرب الشاي، وإذا بتفيدة تسألني:
…يعني مسألتنيش يا حبيبي لحم إيه اللذيذ اللي انت كلته ده
سألتها:
…لحم إيه يا عمري؟
أجابتني بكل برود:
…لحم تعبان سام ملعون كان هيموتني، لولا أمي الغالية مسكته ليا وحلفت بغلاوتك لأشويه لك، متعرفش يا حبيبي التعبان دخل عندنا إزاي؟
وبالطبع لم أجبها لأنني كنت أفرغ ما في جوفي وأنا أدعو عليها وعلى أمها وعلى الثعبان.

تصفح السلسلة
السابق
اختبار
التالي
إرادة

اترك تعليقاً