ألقى نظرة خاطفة على كل القنوات الفضائية الـتي يمـكنه مشـاهدتها بوضع الهوائي فـي وضعيـة الريح كمـا يسميها ,أحـداث شغــــــــب فـي ارض الجـنس الأصفر ,مظاهرات عارمة في بـلاد الرجل المريض, اشتـباكــــات في الأراضي المحتلة, مظـاهرات مربي الخنازير في الأراضي المنخفضة, ستـة آلاف رجل أمـن لمنـع عشرة آلاف عامـل من التظاهر بأراضـي الضبــــــــاب والدببـة,
ألقى بجهاز التحكم جانبا وراح يحدق مليا فـي المنبه الأتوماتيكي الموضوع علىالطاولة المقابلة , خيل إليه انه يرى التوقيت المضبوط للمنبه , عاود النظر مرة أخرى أنها الساعة الثالثة والعشرون ,مرة أخرى يرى توقيت المنبه السابعة’
نهض من مقعده اتجه صوب المنبه تأكد مليا أنها الساعةالثالثة والعشرون , ضغط على زرتوقيت
المنبه وتأكد أيضا انـــه مضبوط علـى الساعة السابعة.
أوى إلى فراشه وراح يغط في نوم عميق لا يقطعه حلم إلى اقــــــتحم شعاع الصباح مجال الرؤيا , حينها فتح عينه وراح يمطر فرويد بوابل مــــــن السباب:
– كذب فرويد ومن سار على نهجه حين ادعى أن اللاشعور يبعث الأحــــلام في الليل ,لم أر أي حلم البارحة فهل معنى ذلك اني لا املك هــــــــــــــذا اللاشعور؟
ثم وجه نظرة صوب المنبه فبدأ في الرنين , نزع الغطاء وما أن هم بالنزول من على السرير حتى لاحظ أن صوت المنبه توقف.
– ليس من عاداته أن يتوقف سريعا هكذا ,
أعاد النظر , فعاد الصوت ينبعث من جديد ,ثم راح يكرر النظر بين المــنبه والخزانة.
– انه كلما نظرت إلى المنبه يرن وكلما أشحت عنه بنظري يتوقف , تبا أي نوع من المغناطيس هذا؟؟
أعجبته اللعبة في البدء ثم أدركه شعور غريب بالخوف ,
-ترى هل هي قدرة ما ؟ ثم لم لم ألاحظها من قبل؟ان كانت كذلك فسأختبر زر الكهرباء’
صوب نظره تجاه الزر كأنما يهم بتشغيله , لكنه لم يشتغل ,رفع بصره صـوب المصباح , حدق فيه برهة فإذا به ينير الغرفة بضوء خفيف غلــبت عليه أشعة الصباح التي تدخل الغرفــة مــن شقوق النافذة.
فـي المـسـاء وهـو عائـد من عمـله تذكـر ماكان بينه وبين المنـبه ثـــم المصــباح فقرر أن يـعـرج علـى طـبـيب الــعــيــون.
– هل تشكو من ضعف الرؤية؟
– لا يا سيدي اني أرى جيدا , وانما أردت إجراء فحص فقط
ثم في سره:
– ترى هل اخبره ؟ لا لن اخبره, سيسخر مني سرا ان لم يفعل ذلك علانية.
– ألم تسمع ؟
– ماذا سيدي؟
– لقد سألتك منذ متى وجفنك متصلب هكذا ؟
– لا أدري سيدي لم ألاحظ ذلك من قبل’
– ألا تحس بألم في عينيك ؟
– لا
– غريب
– وما الغريب يا دكتور ؟
– توجد بعض الحبيبات بعينيك , هل تعمل لحاما ؟
– لا اني اشتغل …
ثم توقف واصل في سره :
– هل اخبره ؟ لا لا يمكنني أن اخبره , عملنا يجب أن يظل ….
– قلت انك لا تعمل لحاما ؟
– لست لحاما سيدي
– سأضع لك قطرات من هذا السائـل, افتح عينيك ’هيا افـتح الأخـــــــرى , سأكتب لك وصفة.
قاص