القصة القصيرة جدا

رد الجميل

جلس الرئيس على كرسيه شاردا برهة من الوقت، ثم التفت الجالس أمامه في خضوع منتظرا أن يبدأ القائد في الحديث.
هذا الجالس هو الرجل الثاني في الدولة، وأقوى رجالها بعد الرئيس بالطبع.
يشعر بالانتشاء وهو يسمع الرئيس يقول له:
– أنا مدين لك بالفضل، لولاك ما وصلت لهذا الكرسي، لم تكن المعركة سهلة، كان الجالس قبلي شرسا وذكيا، كدنا أن نهلك أنا وأنت، لولا إخلاصك وفطنتك في اللحظة الأخيرة لكنا معلقين الآن على حبل المشنقة
– تعلم كم أحبك وحجم إخلاصي لك
-بالطبع أعلم ذلك..هل تصدق؟
أنا أيضا كنت أحب الجالس قبلي وكنت مخلصا له مثلك تماما، أشكرك أنك نبهتني أنه كان ينوي الفتك بي فسبقناه أنا وأنت وأوردناه المصير الذي كان يريده لي..لكني مازلت متعجبا كيف ولماذا اختار أنت بالذات؟
-تعلم أنه كان يثق بي
-أعلم أعلم وأعلم أنك لم تكن لتخنه لولا حبك لي، وأعلم أيضا أنك تعلم كيف وصلت أنا لهذا الكرسي وتعلم كل الوسائل التي استخدمناها والدماء التي أرقناها، أنا وأنت وحدنا من نعلم ذلك، جميلك يطوق عنقي، ومن المفروض أن أرد لك الجميل بجميل أكبر منه وبالطبع لن استطيع فليس هناك جميل أكبر من الكرسي ولا استطيع أن أصل بك إليه كما لا استطيع أن اتحمل طوق جميلك على عنقي للأبد
–ماذا تعني يا سيدي؟
–أعني أنك تعرف كثيرا الآن
–لا أفهم
لا يجيبه وينادي بصوت جهوري:
-يا قائد الحرس
يأتيه قائد حرسه مهرولا فيأمره وهو يشير إليه قائلا :
-اقبض على هذا الرجل بتهمة المعرفة العظمى ثم يضحك وهو يتابع أقصد الخيانة العظمى هههههههه، وقل للقاضي أن الحكم الذي يريده الرئيس هو الإعدام وعليه أن يجد الحيثيات التي تبرر ذلك.

السابق
فقر..
التالي
غَابِرُون

اترك تعليقاً