القصة القصيرة جدا

قارورة الغاز

كم اشتقت إلى أيام زمان أيام طفولتي
كان أبي رجلا بسيطا وشهما يتفانى في عمله كي يوفر لنا لقمة العيش و الحياة الكريمة بالمال الحلال
أما أمي فكانت تسعى دائما لإسعادنا و رعايتنا بكل ما أوتيت من قوة
كنت و إخوتي الثمانية نتقاسم نفس الغرفة لأننا و للأسف لم نكن نملك سوى غرفتين واحدة لأبي وأمي و أصغرنا سنا و الغرفة الثانية كانت تصلح لكل شيء للاجتماع..لتناول بعض الوجبات التي كانت تخلو من قطعة دجاج او قطعة لحم لذيذة ……..لاستقبال الضيوف ….لمراجعة دروسنا…. للعب… صحيح أن منزلنا كان ضيقا ولكن قلوبنا كانت واسعة كانت أوسع مما تتصورون لم نكن نشعر بالضيق بل بالعكس كنا سعداء و راضون بتلك المعيشة البسيطة اذكر عندما كانت تفرغ قارورة الغاز نجرها على الأرض بكل سرور لم نكن نملك لا حذاءا يقنا برودة الأرض ولا معطفا يحمينا من المطر كنا نقطع مسفات طويلة صحبة تلك القارورة الفارغة ثم نعود بها إلى البيت ممتلئة صوتها المزعج عند احتكاكها مع الأرض كان يجعل بعض الشيوخ يصرخون ارفعها على ظهرك لقد أزعجتمونا ثم نرد عليهم بكل حياء إنها ثقيلة يا بابا لاستطيع حملها على ظهورنا و في بعض الأحيان كنا نجد من تأخذه الرأفة بنا يساعدنا على حملها حتى البيت
و أخيرا لقد وصلت العروس المنتظرة من الجميع
كيف لا اسميك العروس يا من جعلتنا ننتظر وصولك بكل شوق كي نسد جوعنا و نسخن بيتنا الصغير كيف لا اسميك العروس و أنت من قطعت المسافات الطويلة كي أزفك إلى أهلي….هههه شيء مضحك ولكنه مهم لمن عاش كل حياته بدون تعب سعيد الحض من جاء إلى الدنيا و وجد كل شيء جاهزا أنت يا من لا تعرف معنى المعاناة اعلم انك في اكبر نعمة الآن
كل شيء أصبح متوفرا..الماء الغاز الكهرباء الهاتف…الخبز البطاطا … إلى آخره……يتبع في القصة القادمة سوف أخبركم كيف كنا نتقاسم نفس الغرفة مع كبش العيد ههههه

السابق
قلم خطوبة
التالي
جميلة والرخام

اترك تعليقاً