قراءات

قراءة في نص ” أنشودة “

للقاص عبد الرحيم التدلاوي
نص القصة:
نظرته الثاقبة إلى الواقع أورثته كدرا ، أنشوطة الحزن طوقت روحه فأثقلت خطوه. ليتخلص منها ألقاها في بئر شديدة الغور ، ثم ردمها و انطلق خفيفا كنسمة.
لما اشتد بالقرية العطش ، و هدد ماء حياتها ، قال كبيرهم : البئر.
نبشوها فارتوت قلوبهم بعذب الحكاية.
حينها اكتحلت عيونهم بنور الخلاص.

رابط القصة على مجلة قصيرة من هنا

سأتوقف عند حدود المتن الحكائي محاولا الكشف عن ” مجريات ” النص:
يتحدث المتن عن شخص استبد به الحزن بسبب معاناته من واقع غير مسعف، ولكي يتخلص من هذا الشعور الذي أثقل روحه، ألقى به في بئر، ثم ردمها لينطلق خفيفا مستريحا ..
بعد هذه المتوالية، تأتي أخرى متحدثة عن قرية أصابها الجفاف، واستبد العطش بأفرادها، فيأتي شيخ القرية مقترحا نبش البئر للاستفادة من مائه، وهذا مافعلوه، وكانت النتيجة أن ارتووا بحكايات عذبة، وشعروا بالخلاص يكحل عيونهم بنوره..
ذاك هو مضمون النص، ومن خلاله يمكن استخلاص الملاحظات التالية:
ـــ يعرض النص معاناة شخص من واقعه، وتضايقه من هذا الشعور الذي أورثته إياه هذه المعاناة، وإحساسه بضرورة التخلص من ذلك ..
ـــ من خلال نهاية النص، يظهر أن الشخص كاتب أو قاص، لذا تأثر القوم بحكاياه واستفادوا من ” نورها ” وشعروا باطمئنان روحي ..
ـــ نحس بتناقض بين إحساس كل من الشخص وأفراد القرية .. ففي الوقت الذي يشعر فيه الشخص بإحساس خانق يدفع به إلى التخلص منه، نجد إحساسا مناقضا يعيشه أفراد القرية سببه ما تخلص منه الشخص
ـــ قد نفهم ــ وهذا تأويل فقط ــ أن الكاتب المبدع يستقي إبداعه عبر معاناته لواقعه، وهو إبداع يستفيد منه الآخرون، باعتباره نوعا من ” الوعي ” الذي يضيء طريقهم ..
ـــ لعل هذا هو الرهان المقصود من النص، لكن … باعتباره إبداعا يمثل مستوى من الوعي المتقدم الذي استخلصه الكاتب عبر مواجهته لواقع غير مسعف، فَلِمَ يتخلص منه وكأنه سبة مرفوضة ؟؟
ـــ هي ملاحظات قد تفتح الباب لتأويلات أخرى لاتبتعد كثيرا عما طرحناه

السابق
تقابُل!
التالي
صراع الأجيال

اترك تعليقاً