الخاطرة القصيرة

مناجاة

حينَ خاطوا شفتيَّ لم أتألم
لأنّني تذكّرتُ كم من الخيوطِ والإبرِ أدمتْ شفتيكِ
ولم تتألّمي ..
عندما رشقوا وجهي بماءِ النّارِ لم أصرخ
إذ مانسيتُ سكاكينَهم التي اخترقتْ محيّاكِ
ولم تنوحي ..
لمّا جعلوا من تضاريسِ كياني ميادينَ لألوانِ اغتصابهم
لم أدمعْ ولم أتوسّلْ ، حيثُ لم يغب عن ناظريَّ دموعُ تحدّيكِ
ونشيجُ رفضكِ ، ومخالبُهم وأنيابُهم تخدشُ جسدَكِ الورديّ…
لو تعلمينَ كم اصبحتُ جميلةً حين امتزجَ عبقي بحروفِ اسمك
لو تدرينَ كم صرتُ أنيقةً ، عطرةً ، بديعةً ، عندما اعتادني الجّميعُ
أن أغفوَ على تراتيلِ حُبّك !
اعلمي انّني أتجمّلُ بابتسامةِ ثغرك
ثقي أنّني أسمو بشموخِ كبريائك
تأكّدي أنّني أزدادُ قوّةً برباطةِ جأشك ..
لن أسمحَ أن يُرسمَ على ناصعِ بياضِ خدّي إلّا خلودك
لن أمكّنَ أحداً أن يخطَّ كلمةً في العشقِ إلّا لكِ ..
فأنا الياسمينةُ الدّمشقيّةُ التي تشتاقكِ يا قدس .. !!

السابق
جنون
التالي
عرض

اترك تعليقاً