الخاطرة القصيرة

آلام كاتب

ها قد عاد الليل مجددًا، بنسماته العليلة وهدوءه المحبب للنفس. انتظرت حتى نامت زوجتي وهيأت نفسي للقاء جديد مع دفتري وأقلامي. أعددت كوبًا من الشاي وجلست على مكتبي، وأنا أُمني نفسي ببداية رواية جديدة، وإن كان لا بُد فسأكتفي بقصة قصيرة. أمسكتُ قلمي وبدأت بخربشات صغيرة على الورق، إلى أن يأتي الإلهام المُنتظر. وما إن بدأت أُجمع شتات أفكاري إذ بي أسمع جلبة تأتي من الشارع. قُلتُ لنفسي: الآن سوف تهدأُ تلك الأصوات. انتظرت هُنيهة، بُرهة، مر بعضُ الوقت حتى هدأت تلك الأصوات. أعددت لنفسي كوبًا آخر من الشاي وهممت بالكتابة مرة أخرى، فإذا بصوت فرقعة عالية يأتي من الشارع. هرعت إلى الشُرفة لأرى ما حدث فإذا ب(توك توك) قد ثُقب إطاره، وأخذ سائقه يسب لكل شيء في الوجود. انتظرت حتى رحل من الشارع وعدت إلى أوراقي مجددًا، وما أن عادت إليَّ أفكاري، إذ بي أسمع مواء قطط شديد يأتي من الشارع، فوجدت نفسي أمزق الورق وألعن القطط جميعًا. مر وقت ليس بقصير حتى هدأت تلك المشاجرة، عُدتُ إلى مقعدي وأدرتُ المذياع فإنهدر منه صوت محببٌ للنفس مرددًا ( ع اليادي اليادي اليادي). نظرت إلى ساعتي فوجدتها قد تجاوزت الواحدة صباحًا. أغلقت المذياع واتجهت إلى فراشي وأنا أشعر بمقت تجاه الوجود أجمع، وأمَّلتُ نفسي في ليلة أخرى أجدُ فيها الهدوء المطلوب لكي أستطيع الكتابة.

السابق
مملكة
التالي
احتقان

اترك تعليقاً