القصة القصيرة جدا

أحلام

ضاهت أحلامه عنان السماء، لن يعمل سائق أجرة لدى الغير.. تناسى مايثقل كاهله من ديون مقسطة، فقد امتلك سيارة غمرت فرحته وسعادته أفراد أسرته التي باركت مهللة، ازدحمت السيارة بأفراد الأسرة العشرة، انطلق بهم وبفرحهم وسرورهم يجوب المدينة وأصواتهم تصدح بأغاني المرح والبهجة.. وقف على ربوة عاليه تحيط بها الربوع الخضراء وقرص الشمس الأحمر يميل إلى الغروب، هبط الجميع يتراقصون ويركضون بين أشجار الزيتون، ينظر إليهم بفخر واعتزاز إلى شفاههم المبتسمة ويستمتع قهقهات ضحكاتهم، اندمج معهم في لهوهم، لم يأبه نظرات مجموعة المستوطنين الحاقدة، سرقتهم نشوة الفرح، باختفاء ضوء النهار خلف ستائر الدجى، مضى وقت السعادة سريعاً، تلاشت الفرحة وعبست الوجوه أمام واجهة السيارة المهشمة، ركبوا السيارة بدموع الحزن التي انهالت كمطر الشتاء، اختلط عويلهم بصوت كركعت الأجزاء المحطمة، داخل البيت، انكفأوا على وجوهم المعبسة، جافت عيونه النوم وفكره يسرح بعيداً في إصلاح السيارة وتكلفتها، أنهت أحلامه و آماله، أيقظه من أفكاره المتسارعة طرق شديد يكاد يحطم باب البيت، ركض مهرولاً يفتح الباب صرخ بأعلى صوته في مجموعة الجنود الصهاينة، أنا لم أدهس أحد، سيارتي التي تحطمت بأيد حاقدة، قاوم أياديهم وهي تقبض عليه بقوة، تمرد لوح بيديه، انهارت مقاومته أمام تكاثرهم، جرجروه إلى سيارة عسكرية وسط نواح الأسرة وتكفل ونش بجر السيارة المهشمة..

السابق
تمثيل واقعي
التالي
تعارفٌ

اترك تعليقاً