القصة القصيرة جدا

استسلام

على حافة السرير الساكن، يستند بظهر قلبه المُنهك المُحمّل بالهموم، وعرق رجولته يتصبب، بعدما سمع منها سهاما، سكنت قلب النشوة فهوت على أرضٍ ثلجية، رسمت بقعة صمت، فأدار ظهره، شاهد وجهه في مرآة بصورة هُلامية، بالخارج الصغار يجتمعون في غرفة تسكين الجوع بالموتى الصغرى، تحوطهم أطباقٌ فارغة جافة، لم تفتح أحضانها لطعامٍ قط، في الجسد المُلقى بصمات نظرات عيون صغاره، حين العودة خالي الجيب، تؤرق نوم العقل ويطول الليل ليصبح يوما، ينتظر ما يقول عنه الناس صبحا، هاهو قد جاء الصبح، كمم أصوات ضميره، كتم الأنفاس خبأ جثته في ركن النفس، خرج بأقدام تتباطأ ليمد اليد، عاد ممتلئ الجيب، في الأعلى تحت جمجمة الرأس قد طار العقل، أعلاه من نافذتين قد خمدت شمس، و انكسر شعاع وغامت نفس، تحتهما أنف يشتم رائحة لم تغادره مذ مدها، يستنشق دخانًا بضلوع أنهكها السُهد، تحت الأنف فم لا ينطق، أسكتته تلك العالقة بجوار الكتف، رسموا دائرة حول دوائر يعلوها طعام امتدت أيدي وشُلت يد، دخل الغرفة، وجدها تجلس بقميصٍ شفاف يُظهر تلك البطن الممتلئة، وفي الأعلى العقل الفارغ في غرفة خلف الوجه الراضي، شاهد صدرا يبدو بحرارة شوق ، لكن يسكن خلفه قلبٌ بارد ، غادرها لركن الغرفة بعيدا عنها، سمع أصوات ضميره تنازع نفسه، اندهش مازال حيا، سمع ضحكات صغار بالخارج، ذاق طعم صمت لسانها الشهي ، انقض بالضرب المبرح ، طغت الضحكات وأصوات الصمت على صوت صراخه فلم يسمع، شنق ضميره بحبال العجز، والتف ينظر للمرآة شاهد مسخًا، انسابت دمعة وقعت بالقلب، التفت بوجه القلب، وترك جسده لها.

السابق
أعراب
التالي
الاستسلام

اترك تعليقاً