القصة القصيرة جدا

الجزاء

دخلت (أم وحيد) إلى الحارة تلف جسدها البدين بملاءتها السوداء يسبقها ضجيجها المعتاد وسبَّابها، وقف أهل الحارة يلتقطون أنفاسهم تأهباً للمعركة الكبرى المرتقبة بينها وبين أهل الطفلة (سناء) التي فتحت رأس ابنها (وحيد) الوحيد صاحب الأعوام الخمسة والذي ظلت تترجاه طوال عشرين عاماً كاملة. نادت أم وحيد على (سناء) بصوتها الجهوري الغاضب فلم تقدر (سناء) إلا أن تخرج لها وهي ترتجف وتبكي يحيط بها أهلها الخائفون من معركة غير متكافئة مع هذه الشيطانة. ما أن رأتها (أم وحيد) حتى صفعتها بقوة لتسقط على الأرض نازفة الدم من فمها، وقف أهلها مذعورين مبهوتين وقد أخذتهم المفاجأة ولم تترك لهم الشرسة فرصة لأي رد فعل منهم حيث أسرعت برفع (سناء) واحتضانها وتقبيلها ومسح الدماء النازفة منها ثم أخرجت من بين طيات ملاءتها زوج حمام وأعطته لها حيث كانت قد نذرتة إن أعطاها الله ولداً وعاش حتى كبر ونزل ليلعب في الشارع كبقية الأطفال فإن أول شخص يجرحه ويُسَيَّل الدم منه ستمنحه زوجاً من الحمام.

السابق
صمم
التالي
متعسف

اترك تعليقاً