القصة القصيرة جدا

الحب الدائم

برعم زهرةٍ، قاتلٌ باحمراره، نما بين زهور الربيع، دق بابي، استعطف إحساسي، تشبث بكلمات أشعاري، تبسمت أمام عيني أوراقه النظرة، وبعطر حبه الزَكي ملأ أنفاسي، غفت زهرتي بدفء أحضاني، تناثر أنفاس عطر سرورها في أرجاء مخدعي، فطبعت أوراقها الحمر فوق وسادة نومي، بانت كأنها شفاه تطلب التقبيل، بهمس حدثتني الشفاه طوال الليل عن العشق والحب وسهر العيون، وفي الليالي المقمرة كانت ألوانها الرائعة تمتزج بشعاع القمر، وشعارها لمس الأحضان محظور، والقٌبل هبة اللحظة بين سراب وشعاع العيون، وذاب كيانها في ثرى القدر، وضاع فؤادي بين غياب وحضور، ليشدني بركان الغضب نحو الجنون، صرخة من الإحزان جلجلت كياني، كيف اكتب قصائدي ونور إلهامي أنطفأ بغيابها؟ ودت لو إن صرخات الحروف وكلمات الحزن أن تعيدها، فهل يسمح لي القدر أن ارسم فوق الرابية طيفها؟ رجاءً أيها الحب لا استطيع أن أكتم صوتي وأنساها، أجبني كيف فشلت بعظمتك وجمالك في تقبيل أزهرها؟ وكيف استطاعة ألوان السعادة إخفاء نسائمها؟ هي حريتي وإلهامي وعالم الغيب والشوق، كانت وما زالت أنفاسي معلقة بعَطر أحضانها. رحلت الأيام بقساوة قاتمة، وبين ظلام الضياع ونور الإيمان، شع بصيص من كتاب نسيته، وبسرعة البرق احتضنته مسروراً، عدت لأتصفحه، أنار الله قلبي بآياته الجميلة، هطلت الدموع فرحاً بعدما صليت، نمت قرير العين والبال مرتاح، فلم أكن احلم بغيرها حبيبة، صدفة لعبة دورها وغير الحب مجراه، جارتي وما أجملها من فتاة، منذ الصغر اعرفها لعبنا في باحة المدرسة ودرسنا تحت سقف واحد وتخت الصف هو الشاهد، لؤلؤة جميلة غمرتني بحبها، بعد لقاء غير مرتقب في البدء لم اعرفها حينما خرجت من باب منزلها، جاءتني الجرأة، فقلت من تكونين أيتها الصبية، قالت أنا هيفاء، وعاد البرق بالذكريات، لتخت المدرسة وأيام الدراسة، أوقد نورها الشمس في ليلي، بسماتها العذبة محت ألآمي، رتشة أيامي بزهورها الملونة، وأوقد قبولها الزواج مني شموع الفرح في داري، شكرت الرب على هديته الجميلة، وعدت لفنون الحروف ودفتر أشعاري بعائلة من زهور الحب.

السابق
سعادة اللواء
التالي
بوح الندى

اترك تعليقاً