القصة القصيرة جدا

الخواجة

سير رامسي موناهان. شكله خواجة, ملبسه خواجة, لكنته خواجة ..و لكن. يصاحبه من يحمل ميكرفون يتحدثان اثناء سيرهما. يسبقهما ثلاثة اشخاص احدهم يحمل كاميرا. أزقة الأسكندرية القديمة. توقف الجمع عند محل كبير عليه لافتة حديثة (ورشة شداد للحدادة) كانت هناك على الحائط لوحة رخامية قديمة مكتوب عليها بالانجليزية جورج موناهان , فرفورجيه, تأسست 1935. تفقد الخواجة المكان وسط نظرات العمال و المارة التي يملؤها الشك و الفضول. اكملوا مسيرتهم و توقفوا ثانية عند المقهى حيث كان يجلس هذا العجوز. توقف الخواجة امامه برهة كمن يتفحصه ثم جلس بجواره يحدثه ثم هب كل منهما واقفا يعانق الآخر عناقا حارا طويلا و الكاميرا تسجل اللقاء. ساعات قليلة و انفض الحشد و غادر الخواجة و صحبه. سألوا العجوز من هذا و ماذا جاء به الى هنا و ما سر العناق هل كنت تعرفه. ضحك العجوز و قال رمزي كان يعمل معي في ورشة الخواجة الكبير. عندما كان عمرنا حوالي الخمس عشرة سنة و بعد ثورة اتنين و خمسين, قام الخواجة بتصفية اعماله و رجع بلده. صمم أن يصحب رمزي معه, رمزي كان يتيم الأب و الأم و خالته هي اللي كانت تربيه. طبعا رفضت لكن مع رغية رمزي و الحاح الخواجة و تعهده انه سيقوم بكل المصاريف و الأجراءات لانت. الحقيقة رمزي من يومه ناصح و شاطر و يعرف ما يجب عمله و الوقت المناسب…الآن يأتي في زيارة مدفوعة بعد أن حقق كل ما يريد؛ لكني أظنه متعب. كان يحدثني عن رغبته في أن يجدد مدفن الأسرة … دنيا .

السابق
البؤســـاء
التالي
اكتشاف

اترك تعليقاً