الخاطرة القصيرة

الفراغ مسدسي المملوء


أجلس قبالة موقدي…
أعد عدد الحاضرين في الصور على الجدار…
أعد حد العشرة وأنسى نفسي…
أرتب حروفي الأبجدية برعشة على شفتاي…
أرتدي بيجامتي الزرقاء،وأمشط شعري للوراء كمن يهم بلقاء…
أفتح الشباك عل فرخ الحمام يحط عليه ويكسر وحدتي…
الغياب ضيف ثقيل،يجعلني أعد عدد المربعات على الأرض…
يعلمني هذا الغياب كيف أعيش،وفي فراغي سألت نفسي…
من أنا بين كل هذا الفراغ؟شبح ،رجل،خطيئة،قبلة مسروقة ندم عليها الإثنان،فمن أنا؟…
هناك ما يكفي من الألم كي ينزف هذا القلب بالدماء،وهناك ما يكفي من الدماء حتى تنزف من أجل هذا الألم…
ثم أصحو من غفوتي وأسأل أين أنا؟
أتحسس الباب أنصت بعمق كبير،أسأل من وراء الباب؟
لا أحد يرد ثم أسمع صوت بعيد أنا الفراغ ومعي الغياب حتى نقضي الليلة معا…
أجيب ومن دعاكما، يردان لا أحد يدعونا،نحن ضيوف السماء..
وكيف أعرف من أنتم ؟
يجيبيان الندبة على يسار صدرك…
الغصة في حلقك…
وكأس النبيذ الثاني على طاولتك من دون أثر الشفاه عليه…
ثم يمضيان للداخل وتبدأ سهرتنا معا،وكلمات مارسيل تمر بخفتها على هذا الثقل بداخلي…
والموقد من أمامي…
وما بين لحظة وأخرى أسأل من أنا…؟

السابق
جراح
التالي
هداية

اترك تعليقاً