القصة القصيرة جدا

المائدة

قرر أهل القرية مبايعة “سالم” تحت شجرة الفستق البري شيخا للقرية، سر للمبايعة، وضحك لها حتى إتسع شدقه و بانت للمبايعين في فمه كل ضروسه.
و بمجيء الليل، تأبط “سالم” دفترا للملاحظة، ونزل إلى الأزقة مشيا على الأقدام، متجنبا لفعل الهرولة، عسى أن يلمح أمرا يستحق المجادلة، رأى عبر ثقب في الباب أرملة برفقة ابنيها عليهم ثياب رثة، وقد قرفصوا حول مائدة عشائهم، وعلى المائدة فتات رغيف قديم وربع بصلة وإناء تحيطه زخرفة، زجاجي المعدن يسر الناظرين، تحسر، إرتعدت فرائصه لما رأى ومنى نفسه لحظتها لو أنه إناء مليء بالماء.
سحب دفتره، دون بخط كوفي في إحدى هوامشه (يخفض فورا سعر الماء)، واختفى وسط الظلام فرحا، مهرولا، يتمتم بعضا مما يحفظه من سورة ” المائدة”.

السابق
طهارة
التالي
جمع المخنث السّالم وجمع المسترجل السّالم

اترك تعليقاً