القصة القصيرة جدا

المجهول

الخضرة ساحرة وخرير ماء الجدول يدغدغ الحواس، بطل الرواية السينمائية يحتضن يد حبيبته بحنان دافئ، عيناه تسبحان في عينيها، يهمس إليها منتزعاً الكلمات من أعماقه: أحبك …. أحبك.
مئات من الرواد تشدَّهم احداث الرواية العاطفية العالمية، هو الوحيد خارج الإطار؛ مشغول بهَمِّ كبير؛ يفصل بين خيال الرواية المعروضة وحقيقة الواقع المرير، هو متوكد من أن وراء كل واحد من الحاضرين رواية أليمة خاصة هو بطلها، عيناه حائرتان بين أشخاص الرواية وشخوص الرواد، يحاول أن يبادل الأماكن فيما بينهم، يريد الغوص في أعماق الرؤوس…. كل الرؤوس.
في لحظة واحدة مفاجئة انفجر الحاضرون مندفعين في إتجاه أبواب القاعة، سيول مجنونة تتدافع للهروب بحياتها، دهست الأقدام الأطفال والمسنين، تعالت الصرخات والصيحات، اندفع بتلقائية مع الجموع المندفعة الهاربة فزعاً.
قُُطع العرض وأضاءت الدار أنوارها لتدخل السكينة في النفوس وتنقذ الساقطين، الجميع ينظرون إلى بعضهم في نظرات جزعة وهم يتساْلون في كلمات مختنقة في الحلوق: ماذا جرى؟! هل هو زلزال أم قنبلة أم حريق أم ماس كهربائي أم ماذا؟!، لم يعرف أحد سواه.

السابق
زمــن
التالي
ِمنْ غَير ِكَلام ٍ..

اترك تعليقاً