القصة القصيرة جدا

المواحهة

انزوى في الرّكن المعتاد عليه مؤخّراً ؛ يجترّ ذكرياتٍ مضتْ.. مبتسماً حيناً، مهموماً أكثر الأحيان؛ حتّى يصل إلى انحناء السُلّم، موضع أوّل مرةٍ رآها حيث القوام الممشوق، والحياء يكسو تورّرد خدّيها.،والابتسامة تعلو وجهها الصّبوح. أجل.. هذا أوّل ما راعَهُ فيها، ثمّ حلاوة المعشر، والرّيح الطيّبة.. عندها أطلقَ ضحكةً عاليةً تزلزلُ كيانه الخَرِب.. تدثّر بشال حريرٍ دافئ، يستدعى شئياً من ملابسها العادية. نظر لمَ بين يديه من بقايا الشّعر الكستنائيّ اللّامع.. رفعه إلى أنفه.. يهفّ وسط غيمةٍ من العبق الخارج.. يصفعه على وجهه، يسقط أرضًا. انا الجاني !!.
تتبدّل المواقف.. تهتفُ.. ما كان لى أن أطمع فيما لا يقدر عليه، الدّنيا دار عبور، البنات الحور تتراقص في السّماوات.. ترتقب الصّالحين.
تتشابك الأيدي، و تنهمر الدّموع ساخنة، تندملُ معها الجراح المتحجّرة في العيون.

السابق
هديّة
التالي
معادلة

اترك تعليقاً