القصة القصيرة جدا

بين ألم ذكرى ومشقة سفر

‏ كان يظن أنه عثر على بغيته ، على من يحاكي دخيلته ، على من يأنسه في غربته. يضع حقيبته بين رجليه ، ويحني ظهره ، ينظر إلى تذكرة سفره للرجوع إلى وطنه، يحدث نفسه قائلا: كيف أتخلص من ذكريات ، أصبحت منبع ألم..
خيال سعادة ما لبث أن اضمحل واختفى ،مضت مدة من الزمن وأنا لا أدري أنني وسط تمثيل أنقضى أمده …يهمهم بكلمات، توهم من يجلس بجانبه، أن به ضربا من اللمم.
حان وقت الرجوع، واقتربت ساعة الصفر …. انتهى كل شيء ، لم يترك له القدر من الماضي غير حبر أسود على أوراق بيضاء، يستفيق من غفوته وكأنه فر من أسر الكرى ، يمد يده إلى حقيبته ، ليلتحق بطابور المسافرين ،وجسده يرتعش ،من سياط النوى وأسف الوجل … سويعات من التحليق ، كانت كافية لمراجعة الحسابات ، فمن العجز أن نتعلق بما مضى ، فإما عبرة وإما نسيان … تفتقت اسارير الفرح في وجهه ، وهو يتأهب لحياة جديدة في وطنه ،وقد تعلم أن بعد السقوط الحيطة والحذر … يملأ رئتيه من نسيم وطنه ، ثم يردد بيتا من الشعر أوقفته حافظته ، ثم ألقت به الإردة إلى مقوله ، قائلا: والوجد يقوى كما تقوى النوى أبدا *** والصبر ينحل في جسمي كما نجلا.

السابق
لا أريد أن أحلم بالعودة للطفولة
التالي
بلا قضبان

اترك تعليقاً