القصة القصيرة جدا

حقوق

دخل عليها بلباس الفارس الممتشق سلاحه، قبّل يدها ثلاث مرّات، ابتسمت له ابتسامة غير كل الابتسامات التي اعتاد عليها، ظنّ من وراء ابتسامتها، نبأ عن فتاة وقعت عيناها عليها، تريدها زوجة له.
بابتسامة عريضة،
خير يا ست الصبايا؟!
ماذا تخفين خلف ابتسامتك هذه؟
خير، خير ياولدي، انها قصة طويلة ، عمرها أكثر من ستة عشرعاما،
يا ستار، لون وجهك اراه قد تغيذر، ما الأمر؟
لا تتعجل يا ولدي، سأقص الحكاية من ألفها ليائها.
تفضلي يا ست الصبايا، كلي آذان ضاغية.
ايه يا ولدي .الحكاية قد مضى عليها ستة عشر عاما،في ليلة من ليالي كانون . مظلمة كانت، وقاسية جدا. امتشقت بندقية أبيك، وامتطيت صهوة جواده، وأخذتك في حضني. هاربة، حللت ضيفة على هذه القبيلة، فهي ليست قبيلتنا،
ماذا تقولين يا أمي؟!
هؤلاء ليسوا أهلي؟
نعم، ولكنهم هم أهلك وعزوتك، لهم حق علينا يا ولدي، فوالله ما وجدت فيهم الا السند والنصير، نلنا منهم الرعاية ، رعوك ابنا لهم ، علموك الفروسية، الى درجة قدّموك على أبنائهم، رعاك السيخ بنفسه، فعلّمك القنص، حتى غدوت مضرب المثل ما بين أبناء العشائر. لن أكون أمّا لك ، ان انتقصت القوم أيّاً من حقوقهم.
اذن من نكون نحن؟ّ ومن أين جئنا ؟وممن هربت ؟
هل هربت من أبي؟
هل كان قاسياعليك؟
هل أهله هم كانوا السبب في هربك؟
أجيبيني ، بربك يا أمي أجيبيني.
والدموع منهمرة على وجنتيها، أبوك!!
وهل هناك مثل أبيك ؟
قارس، لا تكاقئه بلدان، قتلوه غدرا، وعلى مرأى عينيّ، هربت بك لأني أحسست أنهم يضمرون لك الشر، ويريدون القضاء عليك، على العموم يا ولدي هذه الصرّة أفتحها، انها أمانتك.
بيدين مرتجفتين، فتح الصرّة، قميص ملطخ بالدم داخلها.
من دونما تنبس له شفه، انه قميص أبيك، وهذا دمه،
بعصبية نهض، تناول سلاخه وهم بالخروج.
الى أين؟
حقّي ، دم أبي،
و أنت بين هؤلاء الكرام؟؟!!
اذن ما العمل؟
استأذن الشيخ بالرحيل، لنغادر القبيلة،
تفاجأ الشيخ بطلبه، ولكن أمام الحاحه الشديد وجد الشيخ لا بدمن الاستجابة لطلبه،
نزلا كهفا قريبا من القرية التي غدرت بهم ، زار القرية والديوان أكثر من مرة ، تمكن من معرقة القرية، بشوارعها وأزقتها، ذات ليلة أغار عليها ملثما فأردى منهم قتلى وجرحى، وولّى فارّا، أعاد الكرّة مرات ، دخل الذعر الى قلوبهم، والحيرة تلفهم. من غريمهم ؟ لا علم لديهم، أوصل لهم رسالة، غريمكم ابن المغدور قلان، سينهيكم ان لم تجلسوا للحق، ومجلس الحق في بيت الشيخ صلاح ..

السابق
قطعة قماش
التالي
إيثار…

اترك تعليقاً