الخاطرة القصيرة

خربشات على جدارِ الصّمت

وحيداً ستبقى إلى ماشاءَ القمرُ
تغزلُ الشّجنَ حروفاً بائسة
تسامرُ شحوبَ الورقِ
تلملمُ ماتيسّرَ من فوضى العزلةِ
وترصفُ دقائقَ الضّجرِ
بوهمِ الحقيقةِ
تعبّدُ بهوَ الرّوحِ المُتعبة..

وحيداً ستبقى
في شرفات الذّكرى
تطالعُ شجيراتٍ تشبهكَ
جرّدها العابرونَ من سترةِ اللّحاء
و وريقاتٍ افترشُوها
على مقاعدِ انتظارهم..

وحيداً ستبقى في الفراغِ
كجذعٍ مثقلٍ بالحنين
نْقِشَ عليه
وعدٌ بحرفين..

كحزنِ مدينتي
كأرملةٍ كُبِّلَتْ بأشواكِ الظّنونِ
كيتيمٍ مُلقَىً في ركنِ حرمانه
يندبُ براءةً مغتصبة..

وحيداً ستبقى
لاشيءَ يبلسمُ نزفكَ
حتّى أصوات المآذنِ
باتت ثقيلةً على مسمعك
تنخرُ هشاسة التّقوى
وتغرسُ نصلَها في بليغِ جراحكَ..

امضِ وحيداً
أغلقْ خلفكَ بوابةَ الصّبر
تمرّدْ على أغلالك
تجلّدْ إلى ماشاءتِ الصّدف.

السابق
خاض
التالي
نقاب

اترك تعليقاً