جالِسٌ بينَ أُسرتِهُ .. و مِثلِهم صوبَ الشاشةِ بِصمتٍ مُحَدِّقاً .. صورةً و موسيقى جنائِزيةً و صوتَ مُذيعٍ بِخُشوع: اليومَ ذِكرى استشهادِ بطلٍ سَقَطَ و هو يَذودُ عن حدودِ الوطن.
ينتفِضُ صارِخاً مُحتَجّاً: _ كَذِب .. كانَ قَتلاً لِرَفضِ الأمرِ بِاغتِصابِ أُمٍّ و بناتِها .
يُكَرِّرُها .. يُحدِثُ ضجيجاً .. يَرُجُّ كَتِفَ أخيه .. يصرُخُ بِوجهِ أبيهِ .. يتوَسَّلُ أمامَ أُمُّه .. يُذهِلَهُ تحديقُهُم بالشاشةِ بِصَمتْ .. لا يسمَعونَهُ .. لا يشعُرونَ بِه.