الخاطرة القصيرة

شراع التيه في يم الواقع

ركبتُ شِراع فكرتي ، متكئا عصا عزمي تسوقني قوة شوقٍ هائلةٍ ،تسكن أعماقي، الزمن يلاحقني … تتهاوى صفحات الأيام في مخيلتي و تندثر، أتشبث بعنان الوصول إلى الضفة الأخرى !!، إنه الجديد القريب ُ ،المرتقب ُ المأمولُ… هناك حيث الربيع في أبهى صوره، براعم تتوسد الثرى في أرض السعادة ، تترقب مزنَةُ القدر للإذن بالإنبعاث … طال زمن الثواء !!، كل ما هو آت قريب … سقوط، العجز والندم به منوط. إن للسقوط بداية ثرية بالعزم… فكل سقوط مذموم ،إلا سقوط الغيث، فهو بداية للحياة بعد الجدب ،والخصب والعطاء ، بعد المنع. أبحر الشراع ثانية ،يلثم ثغر الفجر متيماً باحة التتويج ،إنه حلم يراودني يرافقني منذ كسرت يراعي ومزقت دفتر محاولاتي … حلم أقضّ مضجعي مرات ومرات !!، الضِفّةُ الأخرى … الشوق يدنو والدهر يطوى بُعْدَ المسافة بخطى محكمة مقدرة .
يرسو شراع الفكرة على الضّفَةِ الأخرى ،بعد إبحار ٍشاقٍ،متعب ٍ،جميل مثمر.
أنيخُ مطيتي، تأسرني رغبة التغير وتمتلكني قُدُسِيَةُ الضِّفة!!، ومضات الإسترجاع حلوة .. ملعب الخيال فسيح ،ما أجمل الإبحار في الذات للبحث عن حقيقتها المبهمة ،التي تلقي لنا بين الفينة والأخرى سرٌ مكنون ،وكلام مختوم ….!.

السابق
انسحاب الربيع
التالي
عضويّة

اترك تعليقاً