كعادتها منذ ضمنا عش الزوجية تذهب قبلي للنوم مبكرا؛ وتأخذ مساحة القلب من السرير، وعليَّ أن أختار طرفا منه وأنام .. حلستُ أتأملها وكأني أراها لأول مرة.قصيدة غزل كلماتها وأوزانها ذات حساسية فائقة النعومة والجمال، وضعتْ رأسها منسدل الشعر بين مخدتين .. تواترت أنفاسها كخرير الجداول تحت الظلال. أسندت رأسي للخلف فوق راحتي المتشابكتين ؛وأسلمت عيني للخيال مع باقة من فراشات الحقول متعددة الألوان غير عابئ بما تكابده زوجتي مع نفسها ، كانت كل حركاتها استدعاء لي..عطشى من وهج رغبة واشتياق.أنفاس ساخنة متأججة تملأ المكان تتصاعد كخواتم ضبابية تحت السقف وفي الأركان. أخذ النوم يغالبني ويسلب انتباهي ووعيي. رأيت يديها عبر غيم الوسن والوهن تتدلى مستسلمة على جانبي السرير الذي راح يئن وتسيل منه رائحة الانهزام ؛ و دم شوق مات.