قراءات

قراءة في نص “خوض”

النص للكاتبة مرح صالح

نص القصة على مجلة قصيرة من هنا

القراءة

لا تَخَفْ على حلمك متى كنت مخلصاً وصبوراً ، لأن العالم حينئذٍ سيتآمر كله لتحقيق حلمك ” باولو كيليو”
إن الأحلام هي تطلعات نحو الأفضل. نهجٌ لرسم المستقبل أو تغيير واقع ليتلائم مع طموحاتنا وبالتالي فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقل والعاطفة.
*وقفة عند نص خوض للقاصّة م.مرح صالح
خوض هو عنوان محفّز يدعونا للإكتشاف والتّقصّي إذاً الكاتبة اختارت مفتاحاً موفّقاً فتح لنا الباب على مصراعيه لنلج عتبة القصة ومتنها بكل أريحية يغمرنا تساؤل وحب استطلاع عن ماهية المغامرة الّتي سيخوض غمارها بطل/ة القصة
إن الهيكل البنائي لأي قصة قصيرة جداً هو البداية والعقدة، الجسد والنهاية أو القفلة. حتى يتم سبكها في حبكة قصصية يختار لها الكاتب وعاءً لغوياً يضمها شكلاً ومضموناً يحقّق الإيجاز والتكثيف بعيداً عن الشطط وقد حقّقت الأستاذة مرح هذا المطلب من خلال اعتمادها الجمل الفعلية التي أضفت ديناميكية للقصة وأبعدتها عن الترهّل.
ومن منظور المقاربة المكروسردية نرى أن الكاتبة اعتمدت بداية سردية لقصتها
( البداية السردية هي التي ترتكز على إيراد الأحداث تمهيدا وتعقيدا وانفراجاً. جميل حمداوي): سرقت أحلامي من جيب الماضي
إذاً هناك من سرق أحلامها ويقف حجر عثرة دونها ودون أحلامها وبالطبع هذه الأحلام ليست وليدة اللحظة ولكن كيف كانت ردّة الفعل حيال من سرقوا أحلامها كيف جابهتهم
لقد انتبذت مكاناً في الخلاء متسلّحة بمنجل التّمنّي معتقدةً أن الزمن كفيلٌ أن يعيد إليها ما سلب لكن هيهات فالإنتظار طال ومنجل التمني حصاده هباء وخيبة والحق المسلوب يريد مدافعاً شرساً يعيده وليس مجرد تمنّي. من الملاحظ في هذه القصة انفراجاً فالعقدة ممتدة على طول القصة حتى نصل للنهاية القفلة الصادمة الّتي انعطفت بالمتلقي إلى أفق آخر ورسمت على جبينه تساؤلاً وحيرة
البيدر مقفرٌ.. أخيراً استيقظت هل كانت في حلم هل كل ما قرأناه كان في غفوة أكيد لا
أخيراً استيقظت هي نقطة الصّحوة فالتزام الوحدة والإنتظار متسلّحين بالأمنيات فقط طريقة غير مجدية لا بد من عملٍ جاد.ٍ هي لحظة تشظّي لتبدأ خوض المعركة الحقيقية لاسترجاع أحلامها المشروعة وكأن لسان الحال يقول
وما نيل المطالب بالتّمني ولكن تؤخذ الدّنيا غلابا.
ملاجظة بسيطة حسب قراءتي ربما لو وضعت نقاط الحذف والإضمار… في نهاية القصة بدلاً من علامة التعجب لكان أدعى لأن يبقى الأفق مفتوحاً أمام المتلقي.
تحية للقاصّة مرح صالح على هذا النص الجميل فهي كثيراً ما تدعونا في قصصها التي تقدمها للبحث والتّقصّي والتأمل.

السابق
حُكَاك
التالي
مقياس

اترك تعليقاً