للكاتب محمد عبيد
نص القصة على مجلة قصيرة من هنا
القراءة
ألم الحرب ومخلفاتها وقسوة المصائر تجلت في نص مؤثر نص سراب .
لقد وقع الكاتب في فخ التكرار و كنت أتمنى لو أنه كثفه قليلا لأن السرد في الققج لا يحتمل الوصوف والتكرار .
جملة ( فرقتهما الحروب ) و ( نزح عن الوطن ) تدوران في إطار الفراق و ( سكن بجانب ساحل النهر ) و ( اعتاد الجلوس على ساحل النهر ) تفيدان البديل الذي روضّ حياته الجديدة عليه
ولو حذفنا ( فرقتهما الحروب ) وتركنا ( نزح عن الوطن ) سنترك طبول الحرب تدق في أرجاء السطور ، ومن ثم النزوح لا يكون بإرادة الإنسان إنما هو لأمر طارئ وخارج عن حدود سيطرته .
جملة ( سكن بجانب نهر ) تفيد معنى ( ساحل نهر ) والمعنى واضح ولا يمكن ان يكون قد سكن في النهر ذاته إلا إذا ركبنا متن التأويل وقلنا ( سكن النهر ) وليس ( ساحل النهر ) عندها سيلوح الضياع والتشرد والخيم والاستقرار في اللاتوازن .
القفلة موفقة ولم تؤثر عليها تكرار لفظة ( ابتسامة ) التي وردت في افتتاحية النص لأن الكاتب أضافها إلى ( بقايا ) فكأننا نرى أطياف ابتسامة شعت من أشلاء وجه ممزق لتطوف على وجه الماء .
وهنا سنقف امام لوحة بوجهين مأساويين تتقاذفهما المياه إلى ماشاء الله ، فالنهر له مدلول خاص ألا وهو الجريان الذي هو عكس الثبات ، و من ناحية أخرى هو بالنسبة للمشتاق لوحة وجه يرسم فيها عيون وشفاه التي يعشقها وكذلك فإن ( بقايا ) تنفتح على رحاب الترمز لمأساة بأكملها هي هياكل الحبيبة والأم والوطن .
ولو قلنا طافت الابتسامة بدل ( لترسم ابتسامة ) لكانت أقوى لأن ( طافت ) تناسب ( بقايا ) أكثر وتتفق مع روح النهر و توحي بجثة تطوف .
و بالأحرى لو أضمرناها بعد نقطتين ستكون المباغتة أقوى وسنضرب إسفينا في عمق وجدان من لا وجدان له هذا الوحش الذي يتقن فن تحويل الكامل إلى بقايا وتدمير البقايا وتحويلها إلى مواد عضوية تُدفن في الماء وليس في التراب حتى لا تستفيد الكائنات منها في خطة ممنهجة لقتل التربة وسحق الأرض وإعلان الدمار أولا والدمار أخيرا .
أقترح الصيغة التالية :
اعتاد ابتسامتها . نزح عن الوطن . سكن النهر .
على وجه الماء .. بقايا تلك الابتسامة .
ويبقى النص ملكا للكاتب ويبقى النقد يدور في محراب إبداعه كوجهة نظر قابلة للرفض والقبول
تحيتي للنص العميق كفكرة والبسيط كصياغة تلامس الوجع ، و للكاتب Mohamed Obaid وللعوالم التي جعلني أبحر فيها.