قراءات

قراءة في نص “وطن”

للقاص حسام شلقامي
نص القصة

وطن
جمعهم؛ قطعوا أوصاله.

رابط القصة على مجلة قصيرة من هنا

القراءة

النتفة ” وطن ” قالت كل شيء … اختزلت ولخصت الواقع السياسي المرير الذي عاشته وتعيشه شعوب وبعض أوطان المنطقة …

*الوطن لغة يعني : مكان إقامة الإنسان ومقره ، وإليه انتماؤه ، ولد فيه أم لم يولد .
*الوطن اصطلاحا : هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها ، وانتهاؤه إليها.

والوطن كوطن حيز جغرافي وتاريخي وثقافي ، تعيش فيه أمة من الأجناس والألوان والأعراق والأديان …وتدوب فيه بالانصهار عبر التزاوج وروابط الدم والعقيدة …والمواطنة …الوطن يجمع كل التناقضات الاجتماعية والسياسية والايثنية والعقائدية …هو الجامع والحاضن للجميع بكل اختلافاتهم وتناقضاتهم …يجمعهم على محبته والولاء إليه وعلى التعايش فيه و يبث فيهم روح التضامن والتلاحم ضد كل عدو أو غزو خارجي …لكن قد تأتي ظروف وشروط تاريخية عصيبة يختلط فيها الحابل بالنابل ، وتتأجج فيها التناقضات والفتن وتطفو على السطح الطائفية والعرقية والايديولوجيات والمصالح والعمالة لجهات أجنبية…فتفقد الأمة الواحدة في مثل هذه الفترات التاريخية الغامضة والعاصفة، البوصلة…فينفرط العقد وتدوب اللحمة وتقسمها الأهواء والصراعات والمذاهب …ويصطف كل فريق في صف و يتخندق كل فيلق في خندق …ويتمزق الوطن بأهله وبمواطنيه وتتفرق أوصاله بين القبائل والفرق والتكتلات والتحالفات ….ويصبح كل شبر فيه وطن مصطنع لأقلية أو لمذهب أو لطائفة ، ويدب الشتات بعد الوحدة …فيكون الوطن الجامع قد أضاعه مواطنوه بالجهل والتفرقة والنزاعات والحروب الأهلية و العمالة لجهات إقليمية أو دولية …ويصير أوطانا مبلقنة سهلة التحكم والسيطرة من طرف أطراف خارجية مناوئة على مصيره و مقدراته…
ومضة ” وطن ” باختصار يمكن اعتبارها خلاصة مركزة ومكثفة لتجربة ما سمي ب ” الربيع العربي “… فهنيئا لكاتبها على هذه الحقيقة الفظيعة والمؤلمة.

السابق
وطن
التالي
قرينــي

اترك تعليقاً