قراءات

قراءة نقدية في نص “طهر”

للكاتبة مرام بشير صدقي

نص القصة على مجلة قصيرة من هنا

القراءة

طهر..عنوان يفتح مصرعيه على أبواب التأويلات.. هل هي طهارة مكان.. طهارة جسد.. طهارة روح.. طهارة مجتمع بكامله..
هنا سنقرأ رائعة من روائع القصة القصيرة ..للكاتبة مرام بشير صدقي…
حين يفتح باب الرؤية الشاملة للنص سنري قذارة مجتمعنا المثقوب قميصه المتشرد إيمانه الفقير اليابس جوعه، يغتسل مطرا ويجوب الشوارع مخمورا غائبا عن واقعه لا يلتفت إلى نذوبات الأمكنة التي تشمله..
كما قال الدكتور جيكل وهايد أن الخير والشر يتعايشان في جسد واحد.. دات واحدة لكن تحمل متضادين …
لهذا نقرأ التضارب الحاصل لهذه الشخصية تتخبط بينهما تتلوى الأنا بين السلبي والايجابي.. تقرأ الماضي والمستقبل… تقرأ الغموض والوضوح. ..
أتلو بمفردي.. أهرب من لاشىء إلى اللاشىء. .أسير متخبطا. ..استرجع كلماته. ..
كلها نقط أو مؤشرات تبقى على حواف الحوار الإيديولوجي للشخصية.. التعمق الفكر في الروح والتنافر المقزز من الأنا السلبية المنهكة للقوى الداخلية.. فسعت لخلق شخصية مدمرة للجسد..
ليكون منبه المار إشارة تحدير. .
هل أنت مجنون تسير في منطقة حفر مظلمة؟
تندثر المسافة الفاصلة بين الزمن والعقل الباطني..بين العقل واللاعقل. .تبقى الرموز روابط
تصل إلى درجة الإغماء الفعلي أو الإنتحار الحتمي .هنا بين هذا البرزخ الذي يشبك بحر الأنا والاختلاف التي تواجهه بكتل الفوضى المتراكمة داخل جب..
الدات …هنا يبقى الصراع قويا وحادا …
يشد ني الضوء إلى حيث لا أدري.. هنا بهذه الجملة ينسحب وشاح الظلام عن العين وتبقى الرؤية واضحة والرموز مفككة واللغة تبشر بالخير..
لأن الجانب الطيب هزم كل قيود الشر التي كانت تسيطر على الجانب الباطني .. فامتلكته.. وساهمت في تدمير داته. ..
الله أكبر …الله أكبر.. ناقوس الإيمان الذي ينضب داخله شع وجهه لينثر عبق الروح وتغتسل مطرا..
سرد ماتع ولغة جميلة.. وقلم متميز.. لن يكون إلا للكاتبة مرام بشير صدقي
لك أرقى التحايا واسماها سيدتي الفاضلة.

السابق
طهر
التالي
جسد متوهج لا تخبو ناره

اترك تعليقاً