الرأي

لن تقوم للأمّة قائمة

لن تقوم للأمّة قائمة ما داموا في امتداد

إذا كان ربّ البيت للدّفّ ضاربا
فشيمة أهل البيت كلّهم الرّقص.

يتصاعد العدد الكمّيّ الرّهيب جدّا في سلك اللّصوص -من الجنسين- والأخطر منه موجود عند الّنساء: لأنّ المرأة تستدرجك بعواطفها الأفّاقة الافّاكة الكاذبة، وتزيّن لك علقم شيطانيّة “الأمومة” بيديها الغليظتين الملطّختين بالدّماء المغموستين في سمّ الحرام وهي تغلّفه بالسّمن والدّسم… تلك الأمومة المخيفة المرعبة… تلك الأمومة المنافقة الكاذبة التي لا تبتسم لك إلّا وهي تخطّط تخطيطا رهيبا لتدمير بيتك إلى أن تتمكّن من دفنك تحت التّراب، وأنت على قيد الحياة… تلك الأمومة التي أساس لها من الصّحّة ولا يتوفّر فيها أدنى طيف من الاستقامة والعفّة: طالما تطعم أولادها من السّرقات اليوميّة ومن خناجر الحرام القاتل ولو بعد حين من الدّهر… وحين تتمكّن ((أمومة “الأفاعي والحيّات والعقارب”)) من ترويض عاطفتك الجيّاشة بين يديها الآثمتين، وحين تتربّع ملكة متوّجة على عرش رقّة قلبك الورديّ، لن تضيّع على نفسها الخبيثة الأمّارة بالسّوء فرصة غالية نادرة من الصّيد الثّمين الّذي ساقته إليها أقدار غفلتك وطيبتك على طبق من ذهب، وهذا الحظّ الكبير الّذي وسّع عليها في رزقها المشبوه، لن يتكرّر أبدا ولن تجود به عليها الحياة مرّة أخرى. تخدعك بالنّظرة المتسوّلة المتوسّلة المستعطفة وتستلين قلبك بالكلام المعسول المشبع بدموع التّماسيح وتمثيل دور بارع جدّا في البكاء، وهي الماكرة البارعة براعة عالية الجودة رفيعة الطّراز في الكيد الأنثويّ الغادر. إنّها فنّانة في نصب أحابيل الشّرّ: تتقن لنفسها إتقانا صارخا عالي الجودة فنّ جلب شفقتك الكبيرة عليها بتصنّعها إهراق دموعها على مرأى من عينيك، ولقد تشهق شهيقا عاليا على مسمع منك!!! إي؛نعم! إنّها أستاذة إبليس في الكيد والمكر والدّهاء… تحتال عليك، وهي في قرارة أعماق نفسها غارقة في طوفان جارف من الضّحك الهستيريّ الصّاخب على عطفك عليها بهذه السّهولة… إنّها مستهزئة بك، ساخرة سخريّة لاذعة من طيبتك الّتي تطلق حضرتها عليها اسم: “السّذاجة” و”الغباوة”. إنّهم اللّصوص!!! إنّهم لفي ازدياد كثيف مثل تصاعد دخان الحرائق، وتطاولهم على الآخرين بسلب أموال النّاس من أعناقهم في تكاثف مخيف، ومن يدعمهم ويغطّي عليهم جرائمهم كثيرون. لا ولن يحارب السّارق سارقا آخر أبدا، بل يدعمه ويحميه ويعزّزه ويشدّ على يديه بقوة… وهل يحارب اللّصّ لصّا آخر؟؟؟ العكس تماما! فهو يستفيد منه خبرات عميقة ويحافظ له على سرّ المهنة… والأرجح الأصحّ أنّ المسؤول السّارق لا يحارب لصّا آخر: خوفا على رأسه من أن يطير من بين كتفيه… لا يحارب المسؤول لصّا سارقا خوفا على حياته من بطش ذلك السّارق، لذا يدعمه ويحميه ويعطيه السّكن والإتاوات والعلاوات والتّرقيات: المهمّ أن ينجو ذلك المسؤول الملطّخ بدماء الأبرياء… المهمّ أن ينجو بحياته من بطش السّارق اللّصّ، لمصالح قذرة مشتركة بينها، والمجرمون للمجرمين ظهير…
يتكتّل أهل الباطل، ويمشي الحقّ بمفرده منبوذا حائر الخطا باهت النّظر. ومن هنا، وجد هؤولاء اللصوص البؤرة المناسبة وتلذّذوا بالفرصة السّانحة كي يعيثوا فسادا في أموال الأنقياء الشّرفاء ويمدّوا مخالبهم القاطعة إلى أملاك الناس، ولا يحاسبهم بنو جلدتهم: لأنّهم مثلهم في حقارة النّفس وتسيّبها، وحتّى بنو جلدتك، فهم سلبيّون -غاية السّلبيّة- يحتجّون ضدّك، وهم يطالبونك بالدّليل المادّيّ القاطع على صدق ما تقول، كأنّ لديك الوقت الكافي كي تنسج الأكاذيب على النّاس وتحتقب أوزار ذنوبهم فوق ظهرك!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل في اللّصوص ومن يتستّر عليهم من أخطر عصابات اللّصوص… ولسوء حظّنا: أنّ هؤولاء المجرمين هم من يحكمنا ويتولّى أمورنا، فكفكف دموعك المغزار يا وطني المدلّل، ولا تحزن!!!
عفوا، سّيداتي الكريمات، سادتي الأفاضل البررة!
إنّها الدّروس المرّة القاسية جدّا في هذه الحياة…
هي الحياة، غريبة الأطوار متقلّبة المزاج…
وهي الدّروس النّافعة، التي تتكلّم بفصاحة الأعراب…
إنّها التّجربة الحيّة… إنّها تجربة بمذاق العلقم…
تعرض نفسها أمامكم دون تردّد على خشبة المسرح…
وهي الحقيقة السّاطعة الّتي تتكلّم وتوضّح لكم ما يحصل في دنيا زيف الأحياء!!!

السابق
جبروت
التالي
طبيبة

اترك تعليقاً