القصة القصيرة جدا

ماذا أقول لأمه؟

ما إن صاح أول ديك معلنا عن يوم جديد بالقرية الهادئة حتى تثاءب الأب وهو يتلمس مقراجا طاله الصدى وعليه تكدست طبقات سوداء اللون من كثرة تسعير النار تحته لإحماء ماء الوضوء….
_ أحمد: هيا, قم سوف نتاخر عن موعد السوق الأسبوعي.قالها فيما يشبه الهمس الأب.
تمدد أحمد حتى بدا أطول قامة رغم أنه ابن السادسة من عمره، وهو يحك عينيه،ثم هب واقفا؛ سيذهب لأول مرة إلى السوق مع أبيه…
ركبا الإثنان الأتان وحثاها على الإسراع.
و إشراقة الصبح وصلا مع أول الوافدين، وأحكما ربط الأتان،ثم ابتلعهما السوق….
كانت البضائع مغرية،والمتسوقون في حركة دائبة،في ركن معزول تحلق جمع غفير حول قراد يستمعون لحركات القرد و…تسلل أحمد حتى أصبح على مقربة من القراد واستسلم الموجات الضحك…
تفقد الأب أحمد ولم يجده،جحضت عيناه وصاح بأعلى صوته” أحمد” لكن صداه لم يتجاوز مكانه فهرج وصخب المتسوقين البدو يتلقف كل الأصوات، اتجه يمينا ثم عاد،أسرع شمالا وخاب سعيه، تلاطمت الضنون بداخله،خصوصا حين استحضر ما فعلته عصابة المشعودين بالطفل ريان بحثا عن الكنوز….طار صوابه،رغى وأزبد،خيل إليه أن أحمد غاب عنه وقتا طويلا وكلما تاخر العثور عليه ازداد اضطرابه،فهو الابن الوحيد على الكبر…
ماذا سيقول لام أحمد وكيف سيخبرها،وهي التي رفضت اصطحابه معه خوفا عليه من نزلة برد أو مكروه؟
جلس القرفصاء وقد شحب لونه وابيضت شفتاه بعدما أعياه البحث…كل سيناريوهات الماسي طرقت باب ضعفه،فاستسلم….
من مكبر الصوت”يا أبا أحمد ابنك يبحث عنك وهو متواجد بجانبي…”

السابق
سقوط
التالي
تمرد

اترك تعليقاً