القصة القصيرة جدا

وبش

على حين غرّة وعلى مشارف منزلها بأقصى المدينة، سمعت صراخها مستغيثة، طالبة النّجدة، هرعت إليها بما أوتيت من قوّة، فوجدتها شابّة حسناء فاقع لونها، ترتجف من الخوف، ترتعد فرائصها والعرق يتصبّب من جبينها، وبصوت رخيم خافت ومرتبك ردّدت: لقد مرّ من هنا، منتصبا وعلى رأسه قرون طويلة، بكامل عدّته وعتاده، على ظهره سلاح فتّاك، يجري بلمحة البصر وراء الضّحية، كاد أن ينال منّي لولا ألطاف القدر…تتبّعنا معا أثره بكلّ حذر وترقُّب، وما أن ولجنا المكان حتّى شعرت بقشعريرة تنتشر من فروة رأسي إلى أخمص قدماي، بعثرنا بكل الأشياء الغاليّة والرّخيصة التّي صادفناها في مسلكنا، قلبنا كلّ الملابس والأغطيّة والأواني بمختلف الأشكال والألوان، ولم نعثر عن أي دليل او أثر لذلك المجرم الخطير الّذي تكفي منه لسعة واحدة فقط، لتدمير جسم ثور عظيم…مشّطنا المكان بأكمله ولم نتوقّع أنّه يختبأ وراء منديلها البنفسجي المفضل.. إنّه مجرّد صرصور.

السابق
غَوْر
التالي
سجين

اترك تعليقاً