الخاطرة القصيرة

یاطیفها العابر

اللیل یراهن علی لحظاتها
یاطیفها العابر
لم تکن مجنونا
ولا عابثا
کنت سحابة خجولة
یاطیفها العابر
طفلة تخبئ بین یدیها
النحیلتین غدا
کنت تحبها بلا هوادة
تعد ساعات غیابها
وتطرح دقائق الحضور
لتفوز بالخلود في عینیها
فعیناها حیاة لا ینضب فیهما الحب
وقلبها الدافئ أعمی إلا منک
کقلوب العارفین
تبصر طریقا لا تخلفه
یاطیفها العابر
ترکت مساءک وحیدا
ترکت الدقائق شاردة
ترکت الکراسي تئن من الوحدة
ومن قسوة غیابک
یا طیفها
أتدري کم مدینة أصبحت أنادم عتباتها
أعاقر اللیل البهیم وبرد الشتاء
بحثا عن محرابها
الذي إلیه آبقت
آبقة هي من أسر قلبها
فکت أغلاله ومضت
تضاجع خلوة التبتل من هواک
یاامرأة یسکنها الغموض
لم لا تبوحین بسرک
لتموتي کما الأنقیاء
لا خوف علیک الیوم ولا قلق
قد صرت عیدا من رجاء مقطوع
الأمل
عودي بلا قلب
فالیوم لا خوف علیک ولا عتب

السابق
قلبي يتحسر
التالي
غَبَن

اترك تعليقاً