قراءات

قراءة في نص “هَوان”

القصة للكاتب بسام الأشرم

نص القصة على مجلة قصيرة من هنا

القراءة

يصور المشهد الخاطف كلب وقطة في صراع غير متكافىء . في محاولة لصنع مكافىء أو معادل للصورة التي صار عليها الموقف العربي من القضية الفلسطينية ، أو بالتحديد من غزة الصامدة . ولقد قرأت تعليق العزيزة فريال واستشعرت تأثير الصدمة التي ابتغاها الكاتب الجميل صديقي بسام الأشرم . ولا ألوم صديقتي لشعورها بالتقزز رغم أني لا أرى أن النص قد تعرض لأبنائنا المجاهدين في الأرض المحتلة بإهانة ما ، فلعل التوفيق الذي جانب صديقي فى اختيار الألفاظ المناسبة هو ماجرف ذهن فريال إلى صورة خادشة للحياء عكسها النص دون قصدية فيما أعتقد . فعبارات مثل ” كلما هاج من فوقها ” .. و .. ” جنت غريزته ” . جرفت الذهن إلى حقل بعيد عن غايات النص ، فالغريزة ، والهياج تعدان من ألفاظ القاموس الجنسي . الأمر الذي يجعل الصورة قريبة من الاعتداء الجنسي ، وأظن أن صديقي كان واعيا بذلك بدليل حرصه على ايراد عبارة ” وقد أزيح جانباً ذيلها ” ، فالصراع بين القطة ، والكلب كفيل في ظنى ، وظن الكاتب بأن يوجه ذهن القارىء إلى حقل التلقي المقصود . وهو عدم التكافؤ بين قوتي الطرفين المتصارعين . ويتوج النص بالخاتمة التى تفضح الموقف العربي المتخاذل والمهين ، فالجيران الذين يدركون قلة حيلة الطرف الأضعف في الصراع . لم يبادروا بأضعف الإيمان كزجر الكلب لتخليص القطة من بين براثنه. لكنهم في موقف عبثي يدعو إلى الرثاء يوجهون زجرهم وسبابهم إلى القطة ، وكأن القطة قد أزعجت هدوء ليلهم مختارة . وتشبيه نضال أبناء غزة وفي قلبهم أبناء الحجارة وحملة الأحزمة بالقطة في الصورة الرمزية لا يحمل في ظنى إهانة ما ، أو تقليل لشأنهم . فالقطة رغم قلة حيلتها ، ورغم الفارق بين قوتها وقوة الكلب المهاجم لم تستسلم ، إنما رأيناها تقاوم ، وتحاول التفلت من المخالب التي ألصقت صدرها بالأرض ، تموء مستغيثة لعل قططا من فصيلتها تبادر بدفع المعتدى . أو لعل بشرياً لا يزال يتمتع بالنخوة يزجر الكلب . نص جميل ودال . ولا أظن أن صديقي بسام يعجزه إيجاد بدائل فى نفس قوة الألفاظ المتحفظ عليها تؤدي نفس المعنى فى نفس السياق . تحياتى لصديقي المبدع الجميل . وأهلا بك بعد غياب .

السابق
هَوان
التالي
أسطورته

اترك تعليقاً