القصة القصيرة جدا

الظّل

يقف خلف الكواليس، يرتفع عن أرض المسرح بصناديقٍ خشبية، بحيث يُطل من أعلى الجدار، المُثبّت في الخلفية، هناك يتنفّس الصّعداء، وتتدفّق عبر شرايينِه اليابسة بعضٌ من الدّماء، خاصّةً حين تنزاح السّتارة، ويبدأُ ابطال قصصه بالتّحرّك! وهو يمسك بخيوط الدّمى، عندها تنتفخ أوداجه، وتعلو أكتافه، ويزداد طوله علواً، وهويصيح بقوة القائد: دافعوا عنّي! موتوا من أجلي، لايهمّني جوعكم أو عائلاتِكم أوحتى أنتم!، وحين تنسدل السّتارة على موت الجميع أرضاً، يبكي موت أبطاله العبثي، وعجزه عن التغيير.

السابق
كازانوفا
التالي
تأملات

اترك تعليقاً