القصة القصيرة جدا

الراعى الصغير

قضب عصاه بليل , قبل الشروق أحكم رباط نعله , شد على وسطه الشال .. ميراثه عن أبيه , فهى المرة الأولى التي تنتقل إليه المسؤولية .. فتح باب الحوش للعنزات الخمس والنعاج التسع ، فهى تعلم كل الدروب والمسالك , وأين تنتشر المراعي الخصبة ، فلا خوف عليه من التوهان .. انطلق خلفها يهش عليها كما تعلم من أخيه الأكبر قبل انضمامه لصفوف جيش بلاده ؛ لم ينس صُرّةِ الغداء ، وقِربة الماء .
والشمس في كبد السماء ؛ استظل في ظل صخرة مائلة ، وعيناه مسلطة على رأس مال الأسرة .. نفحات من العطر تصل إلى مدارك الشم عنده .. يلتفت يمنة ويسرة .. إذ بيد تربت على ظهره .. يستدير ، يرى البدر في تمام اكتماله .. يجلسا جنباً إلى جنب .. تختلط العنزات والنعاج ببعض .. يدور الحديث حول “سالم” أخيه .. يحفظ سرهما .. تزداد أواصر الصداقة .
بعد شهور يجيؤها المخاض ؛ في نفس اليوم الذي جاء نبأ وفاة شقيقه في حادث سير ، يعقد عليها .

السابق
الانتحار
التالي
إبن الـ…

اترك تعليقاً