القصة القصيرة جدا

رزنامة

ها أنذا أنزع يوما من أيام الروزنامة،وكأني أنزع يوما من أيام عمري ..
وقفت ساهما متأملا تاريخ اليوم كشاهد بين أصبعين من أصابعي؛كان هشا كورقة ولكنه ثقيل بحمل الأنا وحروف اللقب ،رأيته يغوص بي في واحد من شقوق الحياة ولا يترك هامشا للتنفس ..مرايا. قوقعات ، نرجسات ،محارات وطحالب الكل يحمل اسما ويرسم طريقا ويضع للعربة أفراسا. اتسع الشق وامتلأ بماء مالح يغطيه الزبد ، ابتعد وبدا عميقا مظلما واسمي بين هلالين أو ظفرين رأيتهما كقناديل البحر
اللغة ،والأرقام التي أحببتها تفر وتسكن في فم ثعبان بحري ..للماء شكيمة ولي الشك ولا يمكن أن تستريح في اللاشيء وقد قيل لي ما قيل للغرقى ..
تحركت قليلا فانتبهت .. أرعشتني حروف وأرقام تُشْحَنُ ،ورأيت وريقات الروزنامة على الحائط تفر بسرعة ، وتأخذ جميعها لونا واحدا رماديا يخلو من الأرقام والحروف لتقطع الأمل على كل من يحاول التهجي .

السابق
ظِل الوزير
التالي
سرير

اترك تعليقاً