القصة القصيرة

طقوس

أثرت حنقه؛ أصبع السبابة تحرك؛ قميص بلا أكتاف، عربة بسلم خلفي.
تبدت البيوت قصيرة، والشوارع بلا أجنحة. إبر تتغول في وريدي. أتسمع هسهسات تشي بكائنات هلامية، تتحاور بلغة غير مفهومة.
يتبدى المدرج، الطلبة، الأبحاث، مكتبي بالجامعة، كمدارات سابحة في فضاء ملغوم.
جروني إلى غرفة صماء بلا نوافذ، حيطان بيضاء كحلم مبتور الأطراف. غمسوني في مدادٍ بلون قاني!.
– عمن تقريرك؟.
– الإنسان و…
– لمن قدمته؟.
جمجمة مثقوبة، تتقاطر منها أسرار، تتشعب، تتضفر، حكايات وحكايات.
قال كبيرهم:
-“سنعرف حتماً الحقيقة”.
مص المُعالج رشفات الشاي في تلذذ:
– حالة فصام.
” العَاسُّ” يختبئ خلف رداء المشجب، في قارورة الدواء؛ نهضت مفزوعاً أستغيث، أحاول المروق، طرحوني مقيداً فوق طاولة.
تحت وطأة فولت عالي، نبضات تدك رأسي بمعاول هدم، خلايا تتعارك، تتكاثر، بقع تفور، ثم تنزوي.
لازالت أوراقي فوق خوان قديم بالمنزل، بجانب مكتبة تكتظ بالجثث، تبوح بالسر!.
مقابر الصدقة في الخلاء، مشمسة في الصباح، مقبضة أخر النهار.
“ثلاجة الموتى باردة، تجمدت من الصقيع، من يفتح باب الريح.. باب الهويس، فينقذ الدلتا، وأطراف الصعيد، من هجمات الهكسوس”.
وجهي بلا معالم، تعرّفوا علي من خدش بالخنصر. موكب جنائزي بلا مشيعين.
الأهل ينتحبون في الحوش، بتوسل:
– أيدفن بلا تلاوة؟.
اصطفت الألواح الحجرية فوق درجات المدفن، ردموا علي بتراب مدموك،
ثم قفلوا عائدين.

السابق
إصلاح
التالي
حقيقة

اترك تعليقاً