القصة القصيرة

وداعا للفقر

أعياه الجري في نهاية حصته الرياضية الصباحية، ارتمى على أحد الكراسي المثبة تحت شجرة أرز وارفة بالحديقة العمومية، التي تحجب عنه أشعة الشمس المتثائبة عند إشراقتها في يوم صيفي، لن تقل حرارته عن حرارة الأمس الحارق…
تبدو المدينة هادئة؛قلة هم من يباشرون أعمالهم بوتيرة رتيبة.
بعدما أحس أحمد أنه أخد قسطا من الراحة، واستجمع قوته، قرر استئناف مساره نحو المنزل، ليرتشف قهوته المعطرة بتوابل محلية، والتي أعدها قبل خروجه. لكنه وهو يستعد للوقوف، تعجب كيف أنه لم يلحظ أن على الكرسي ظرفا مواربا. عاود الجلوس و قد أخذه ثم قلبه، ليس به ما يشير إلى من المرسل ولا إلى المرسل إليه، قرر فتحه بعد تردد، بداخله ورقة مطوية بعناية، فتحها، فيها رسم تخطيطي، يوصلك إلى المقبرة المجاورة للمدينة، حيث كتب على نقطة الوصول عبارة” هنا الكنز،قرب الضريح،يا ولدي”
تساءل أحمد متعجبا: الكنز؟! ما معناه؟ يا ولدي؟ أهو سر بين الأب وابنه؟!…
وضع يده على خده ،وقد فغر فاه… جلس القرفصاء، حدق في الرسم، أعاد طي الورقة، أدخلها حيث كانت، وتناهى إلى سمعه صوت ابنه، الذي سأله إحدى المرات :لماذا نحن فقراء يا أبي؟
“المسار المرسوم على الخريطة، أستطيع تتبعه بإتقان، لماذا لا أظفر بهذا الكنز” قالها بأشبه من الهمس وقد شخصت عيناه…
أسرع يلتهم المسافة… ها هو الضريح على مرمى نظرة منه، قلب عينيه يمنة ويسرة، توجه نحو أحد القبور رشحه أن يكون هو المعني… انتبه أخيرا على صوت يخاطبه قائلا: أتبحث عن الكنز؟

السابق
تورية
التالي
إفشاء

اترك تعليقاً